أرشيف

رحيل صالح قد يحل مشكلة الجنوب

يرى محللون وناشطون سياسيون في اليمن أن رحيل نظام الرئيس علي عبد الله صالح–الذي تطالب ثورة شعبية منذ أكثر من ثلاثة أشهر بإسقاطه- سيحل مشكلة الجنوب، وقد يدفع القوى التي تطالب بانفصال هذا الجزء من اليمن إلى التراجع عن مطالبها.
 وجهة النظر هذه تجد سندها في إعلان عدد من فصائل وأنصار الحراك الجنوبي -وهو تكتل من القوى والفصائل اليمنية جنوبي البلاد- تخليها عن مطلب الانفصال الذي تكتلت من أجله.
وقد أبدى الأمين العام للمجلس الأعلى للحراك الجنوبي عبد الله حسن الناخبي، في تصريحات صحفية أمس الاثنين، استعداد الحراك للتنازل عن مطلب انفصال الجنوب، وكذا استعداده لتأييد ثورة الشباب الذين يطالبون برحيل صالح ورموز نظامه.
حبا للثورة
وقال الناخبي إن الواقع أثبت أن النظام اليمني “هو من يكرس ثقافة الانفصال بين الشمال والجنوب، وبرحيله ستحل كل المشاكل” في اليمن بما فيها مشكلة الجنوب.
 وأشار إلى أن “صالح هو الذي فرض على الجنوبيين أن يطالبوا بفك الارتباط معه ومع نظامه، لكونه رفض الانصياع لمطالبهم”، وأكد أنه برحيل النظام الحالي “سيتم الاحتكام للعقل والمنطق وطاولة الحوار لتقديم الرؤية الصحيحة لقضية الجنوب، بما يجعل أبناء المحافظات الشمالية يتفاعلون معها وإيجاد مخارج للحفاظ على بقاء الوحدة الوطنية”.
وأكد الناخبي أن “الحراك الجنوبي بعد رحيل النظام والرئيس صالح سيتنازل عن مطلبه المتمثل في فك الارتباط حبا للثورة وللمد الجماهيري في كل المحافظات”. ولقيت هذه التصريحات ارتياحا واسعا وسط الثوار الشباب، ووصفوها بأنها “تأكيد على وحدة أبناء الشعب اليمني في الشمال والجنوب”، ودليل على “زيف ادعاءات الحزب الحاكم ونظامه”.
مخاوف غير واقعية
واعتبر القيادي في الثورة الشبابية في العاصمة صنعاء عبد الباسط القاعدي أن تصريحات الناخبي “تأتي في سياق التأكيد على أن أهم ضمانة لاستمرار الوحدة اليمنية هو رحيل على عبد الله صالح”، الذي قال عنه إنه “قضى على ألق هذه الوحدة عام 1994 حين تعامل مع الجنوب وكأنه ملكية خاصة له ولأبنائه وحاشيته”.
وأشار القاعدي في اتصال هاتفي مع الجزيرة نت إلى أن الشعب اليمني في الشمال والجنوب “اكتشف حين خرج للساحات أن الوحدة اليمنية استعادت ألقها”.
واعتبر أن “الفضل في هذه الثورة الشبابية المباركة يرجع للحراك الجنوبي السلمي الذي مهد لانطلاقها قبل أربع سنوات من الآن حين خرج مطالبا بحقوقه المنهوبة من قبل رموز النظام”.
وقال القاعدي إن اليمنيين شمالا وجنوبا “يعيشون مع هذه الثورة أزهى أيام الوحدة، مجسدين ذلك بإحساس المواطن في عدن أو المكلا بألم الجرح الذي يصيب أخاه في صعدة أو صنعاء”.
 من جهته أكد رئيس تحرير صحيفة الأمناء المقربة من الحراك الجنوبي بعدن عدنان الأعجم أن ما يطرح من مخاوف الانفصال في الوقت الراهن “غير واقعية”، مشيرا إلى أن هناك “أصواتا هيأت نفسها على فك الارتباط بعد الظلم والقتل الذي مارسه النظام بحق أبناء الجنوب”.
 واعتبر في تصريح للجزيرة نت أن “القضية الجنوبية قضية شائكة لا يمكن لأحد التنبؤ بإمكانية وضع حلول توافقية لها في الوقت الراهن”، معربا عن اعتقاده بأن “النظام مثل المرتكز الأساسي في صناعة هذه الأزمة وأنه أسهم في الغليان الجنوبي إلى أعلى الدرجات”.
 وأضاف “إذا ما سقط النظام سيكون الجنوبيون حققوا الشيء المهم، غير أن ذلك لا يعني انتهاء أو حل القضية الجنوبية”.
محاولة للالتفاف
غير أن القيادي في حزب المؤتمر الشعبي العام الحاكم ياسر اليماني شكك في مصداقية تلك النوايا واصفا إياها بأنها “تأتي في إطار محاولة الالتفاف لإضعاف قوة الدولة بإسقاط النظام لتحقيق أجندة خارجية ذات أهداف انفصالية”.
واعتبر اليماني في اتصال هاتفي مع الجزيرة نت أن “من يتحدثون باسم القضية الجنوبية مجموعة من العناصر تحمل مشاريع انفصالية تعالت أصواتها بالتحالف مع الحوثيين وعناصر اللقاء المشترك لاعتقادها بأن رحيل الرئيس علي عبد الله صالح سيمكنها من تحقيق أهدافها بانفصال الجنوب”.
 وأكد اليماني أن “الرئيس صالح صمام أمان لوحدة الوطن وضمان عدم الانفصال”، مشيرا إلى أن “هناك نخبة كبيرة من الجنوبيين في السلطة وأن أي حديث عن القضية الجنوبية يجب أن يكون باسم كل أبناء الجنوب”.
 وكان الأمين العام المساعد لحزب المؤتمر الشعبي العام الحاكم أحمد عبيد بن دغر قال -في حوار نشرته أسبوعية “26 سبتمبر” التابعة لوزارة الدفاع اليمنية- إن صالح “لن يقدم استقالته إلا بعد القضاء على الحراك الجنوبي وإزالة أسباب التوتر السياسي والأمني في اليمن”.



المصدر:الجزيرة -سمير حسن 

زر الذهاب إلى الأعلى